Ultra Medica Pharmaceutical Industries / Ultrapedia

Ultra Medica Pharmaceutical Industries

 


 


 


 


 
 


 


Categories

Fasting Health »  Ramadan Tips »

ملح الطعام ودوره في الأمراض القلبية الوعائية

ملح الطعام ودوره في الأمراض القلبية الوعائية

    

الدكتور عبد العزيز الكيلاني
اختصاصي بالأمراض القلبية والقثطرة

            بداية ، ما هو ملح الطعام 
هو مادة تعرف من تركيبتها الكيميائية كلور الصوديوم وتستخدم لتحسين مذاق الطعام 

خلال السنوات الماضية أجريت عدة دراسات علمية لمعرفة وتحديد دور هذه المادة في أمراض القلب والأوعية الدموية عموماً مع الإشارة الى أنها مادة ضرورية للجسم بمقادير محددة لا ينبغي تجاوزها فبهذا التجاوز يتحول الى مادة تحمل الخطورة .
وهذه الدراسات نشرت نتائجها بتاريخ 12\1\2009 عن طريق جمعية الصحة الوطنية الأمريكية. أثبتت النتائج أن هناك مادتين غذائيتين هما الصوديوم والبوتاسيوم تعملان وتؤثران بشكل متعاكس على ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب والأوعية وزيادة أو إنقاص خطورة الإصابة بهم.
فقد اتضح بنتيجة هذه الدراسات أن واحد من أصل 3 أشخاص بالغين في أمريكا (مكان الدراسة) مصاب بارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي حُددت قيمته من قبل الجمعية السابقة بأنه ما يعادل أو أكثر من 140\90 مم زئبق ، وأن 37% لديهم ما يعرّف بأنه ما قبل ارتفاع ضغط الدم الشرياني والذي حدد بالقيمة ما بين 120\80 الى 139\89 مم زئبق .
هذا ويعتبر سبب الخطورة الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم هو زيادة المشقة والحمل الجهدي على القلب أثناء عمله مما يزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية التي تشكل السبب الأول والثالث من أسباب الوفاة .  ان الدراسات الحديثة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم  قد شملت 3000 متطوع تتراوح أعمارهم مابين 30 – 54 سنة ولديهم ما عُرّف سابقاً بما قبل ارتفاع ضغط الدم ،حيث تم في هذه الدراسة حساب ومقارنة مستويات الصوديم والبوتاسيوم المطروحة بولياً خلال فترة تتراوح من 18 – 36 شهر وعلاقة ذلك بالإصابة بأمراض القلب والأوعية خلال فترة  10 – 15 سنة تالية ،وبتحليل النتائج المؤرشفة كانت النتيجة ازدياداً هاماً بمعدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية عامة كالسكتات الدماغية بشكل يتناسب مع درجة ارتفاع نسبة الصوديوم الى البوتاسيوم (كلما زاد الصوديوم ونقص البوتاسيوم ) وهذه النسبة تعتبر مؤشرا أكثر قوة للدلالة على درجة خطورة الاصابة القلبية الوعائية من قيمة كل من الشاردتين على حدة. هذه النتائج دعمت وأكدت موجودات سابقة تشير الى أن تخفيض المتناول من الصوديوم وزيادة الوارد الغذائي من البوتاسيوم يؤدي الى نقص حدوث الأمراض القلبية الوعائية ، وهذا يعني أنه يتوجب على كافة الناس عموماً تناول طعام محتواه قليل من الصوديوم بينما هو غني ووافر المحتوى من البوتاسيوم .
وقد أظهرت استطلاعات الرأي من الناحية الغذائية أن المعدل الوسطي للمواطن الأمريكي من الصوديوم المتناول يومياً حوالي 3300مغ بينما البوتاسيوم يبلغ 2600مغ ، وهي مقادير بعيدة تمام البعد مما هو مسموح به صحياً والتي تبلغ 2300مغ أو أقل من الصوديوم و 4700مغ أو أكثر من البوتاسيوم . 
وبالحقيقة تشير التقارير الحديثة أن نسبة 13% من الناس فقط تحقق المقدار الهدف من الصوديوم وأقل من 5% منهم يحققون المقدار الهدف من البوتاسيوم .  و جل ما يحتاج اليه الناس أولا بأول هو معرفة مقدار المحتوى من الصوديوم بالغذاء وخاصة الغذاء الجاهز أو المصنع واختيار ما هم أقل احتواءً عليه .
وأما ما يتعلق بطعم الغذاء ولجوء الناس الى تحسينه بالملح فهو أمر اعتيادي أي حسبما يعود الشخص نفسه وذوقه ، وبالإصرار والمتابعة على تقليل الملح بالطعام يعتاد المرء هذا ويستسيغه ويصبح الطعام المالح غير مستساغ . وبالختام يمكن للإنسان أن يحسن طعامه ويزيد محتواه من البوتاسيوم باختيار الطعام الكامل غير المصنع وغير الجاهز مثل : الفواكه، الخضار ، الغلال الكاملة (القمح الكامل ) ، اللحم الطازج أو المجمد أو الدواجن أو السمك ، منتجات الحليب سواءً قليلة الدسم أو خالية الدسم وهي جميعاً تتميز باحتوائها قليلاً من الصوديوم أيضاً

مع تمنياتي بوافر الصحة والشهية الجيدة وحسن اختيار الطعام .